شهدت منطقة عين شمس، مساء أمس الأول، اشتباكات عنيفة بين عدد من الإخوان وأهالى المنطقة، حين قام الإخوان المشاركون فى مسيرة ضخمة قادمة من ميدان الألف مسكن بإشعال النيران فى كشك سجائر بشارع أحمد عرابى، كما ألقوا الحجارة على عدد من المحلات التجارية بالشارع واشتبكوا مع الأهالى الذين اعترضوا على هتافاتهم المعادية للجيش والشرطة، الأمر الذى نتج عنه وقوع إصابات، واشتعال النيران فى عدد من فرشات الباعة الجائلين داخل الشارع التجارى.
يقول آدم محمد سليمان (23 سنة)، بائع فى الكشك الذى اشتعلت فيه النيران، إن أهالى الشارع فوجئوا مساء أمس الأول بمسيرة قادمة من ميدان الألف مسكن يشارك فيها ما يقرب من 500 شخص يرفعون شارات رابعة العدوية ويرددون هتافات معادية للجيش والشرطة، وعندما وصلوا لشارع أحمد عرابى حاولوا المرور من ممر صغير يقع إلى جوار الكشك، وحين حاول هو منعهم فوجئ بأحدهم يلقى بزجاجة مولوتوف على الكشك ليشتعل بالكامل، فى الوقت الذى أسرع فيه أحدهم بإخراج سلاح أبيض «سافوريا» من علم يحمل إشارة رابعة، واستخدمه فى ترهيب الأهالى، بينما قام المشاركون فى المسيرة بإلقاء الحجارة على واجهات المحلات التجارية، وزجاجات المولوتوف على فرشات البائعين، الذين ردوا عليهم بإلقاء الزجاجات الفارغة. يشير آدم إلى إصابة فى رأسه ويقول إنها حدثت أثناء الاشتباكات، يختتم آدم حديثه قائلاً إن الخسائر التى نجمت عن حرق الكشك لا تقل عن 40 ألف جنيه.
أما محسن سليمان (23 سنة)، بائع متجول بالشارع، وأحد الذين احترقت فرشاتهم أثناء الاشتباكات، فقال إن البائعين والأهالى استنجدوا بالشرطة فلم يجبهم أحد، ولذلك فقد قرروا أن يواجهوا الإخوان بأنفسهم إذا حدث وعادوا مرة أخرى للتظاهر فى الشارع، قائلاً «أى واحد من الإخوان هينزل الشارع تانى هيتعور»، مشيراً إلى أن مسيرات الإخوان لم تتوقف عن المرور فى الشارع طوال الشهور الماضية، إذ يتجمعون فى مسجدى حمزة والعرب القريبين من الشارع ثم يطوفون بالمناطق المحيطة قبل أن يتجمعوا بالقرب من ميدان الألف مسكن. «أبوسمرة» (32 سنة)، عامل فى محل كشرى بشارع مصطفى حافظ، قال إن سبب تجمع الإخوان فى ميدان الألف مسكن يرجع إلى أيام فض اعتصامى رابعة والنهضة، إذ أعلن الإخوان وقتها أن الألف مسكن هو «رابعة الثانية»، خاصة أن هناك عددا كبيرا منهم يسكنون فى منطقة عين شمس، ويتجمعون عقب صلاة الجمعة من كل أسبوع أمام مسجدى العرب وحمزة، وفى ظل ابتعاد الشرطة عن مواجهتهم فإن فرص اشتباكاتهم مع الأهالى تكون كبيرة، خاصة أن الأهالى يرفضون دائماً الهتافات المعادية للجيش والشرطة، التى عادة ما يرددها المشاركون فى المسيرة على الدوام، ويشير «أبوسمرة» إلى أن اشتباكات لفظية دائماً ما تحدث بين المتظاهرين وبين أهالى المنطقة، تمر بسلام، على عكس ما حدث أمس الأول حين احتك بعض المشاركين فى المسيرة بالأهالى الذين رفعوا علامة النصر أثناء مرورهم فاستخدم بعض المتظاهرين أسلحة بيضاء، وأطلقوا أعيرة نارية فى الهواء، وأشعلوا النيران فى إطارات السيارات داخل الشارع. وفى ميدان الألف مسكن الذى وقعت فيه الاشتباكات قال محمد إبراهيم (36 سنة)، مدير محطة البنزين الرئيسية فى المنطقة، إن الإخوان اقتحموا البنزينة مساء أمس الأول، وحاولوا الاحتماء بها من القنابل المسيلة للدموع التى أطلقتها الشرطة فى اتجاههم، وعقب خروجهم من البنزينة فوجئ المدير باختفاء عدد من إطارات السيارات وعبوات الزيت والطفايات، هذا غير تحطيم سور البنزينة الخلفى. «إبراهيم» قال إنهم استنجدوا بالشرطة التى كانت على بعد أمتار قليلة من البنزينة، لكنهم لم يحركوا ساكناً، ولم يردوا عليهم رغم أن الاشتباكات استمرت لما يقرب من 3 ساعات متواصلة.